[size=12]لقد آن الأوان أن نملى على التاريخ أن يكتب بسطور من نور أسماء شهداء ثورتنا المباركة، لقد قام شباب الأحرار بإنتاج أول ثورة عربية سلمية فى العصر الحديث، قاموا بإنتاجها فى مدة زمنية لا تتعدى الـ 18 يوما ً كفاح وجهاد وصمود وتحدى، أنتجنا منها جمعة الشهداء وجمعة الرحيل وجمعة الصمود، ولولا ضيق الزمن لأنتجنا منها الكثير والكثير.
لقد قام شباب الأحرار بضخ الدماء الذكية فى عروق الوطن العجوز المتهالك، لقد تصابى الوطن على أيديهم وعادت مصر إلينا مصر العروبة، شابة قوية يحمل رايتها الشباب جنبا ً إلى جنب مع الحكماء، لقد مكثنا أمدا ً طويلا ً نطالب صناع القرار أن نعاونهم فى حمل الراية فلم نجد منهم إلا حربا ً شعواء لوأد تطلعاتنا حتى رحت أردد فى كل مكان اليوم لهم وغدا ً لنا ومكثت أقول أننا إذا أردتنا إصلاح مصر فعلينا أن نبدأ بأنفسنا فى كل مكان، لقد كافحت كثيرا ً حتى يئست، فكم ناضلت ضد ظالم صغير فإن انتصرت عليه أبدلوه بظالم آخر، فإن انتصر هذا الظالم تضخم واندفع للأعلى ليتبوأ من المناصب العلى، لقد ناضلت حتى يئست فصرت أقول نريد جيلا ً غير الجيل، جيلا ً لا يخاف فى الله لومة لائم يقول كلمة الحق ويقف موقف الحق، حتى سمعت أصوات شباب ثورة الأحرار فى ميدان الحرية فذهبت استطلع الأمر فإذا بجيل الحرية مرابض فى جبهة التحرير، أسود أنجبتهم مصر فى غفلة منا لا فرق بين شاب وفتاة، كلهم أبطال وأصبحنا نحن أتباع لهم نهتف من خلفهم وتنشق عنا الأرض من كل مكان لنقف من خلفهم نؤازرهم ونتوسل إليهم أن يحملوا الراية التى لم نستطع يوما ً حملها.
لقد بات لزاما ً علينا أن نمحو اسم أسرة مبارك من كل مكان بدءا ً من مدينة مبارك للعلوم مرورا ً بإسكان مبارك وسوزان وانتهاء بالمدارس الإبتدائية والإعدادية حتى محطات الشرب والكهرباء، ليس لرحيل مبارك وعائلته ولكن لأنهم لم يساهموا أبدا ً فى تشييد هذه الأماكن، بل تقاضوا عنها عمولات هم وأتباعهم فى صفقات مشبوهه مما كبد الشعب المصرى أموالا ً طائلة، فآن الأوان أن تعود لملاكها الأصليون.
إن أهم مكاسب الثورة ليست تنحية مبارك وشرذمته، ولكن أهم مكسب هو إقرار مبدأ التغيير والحساب، إن أهم مكاسب هذه الثورة هو تغير الشعب المصرى أو بالأحرى إعادة اكتشافه لنفسه، وإننا لنصدر بيان للعالم أجمع أننا على استعداد تام للموت عزل فى سبيل الحرية وليعلم الجميع أن دماء المصريين الذكيه ما إن تختلط بالأرض حتى تنبت أحرارا ً وثوارا ً، لا فرق بين رجل وامرأة كلاهما يقف على الجبهة سويا ً المسلم يسجد لله والمسيحى يحرسه ويحوط عليه، تُركت الكنائس المصرية أسابيع عده دون حماية النظام فكانت فى مأمن كامل بحماية الشعب المصرى المسلم، بالله عليكم أنظروا إلى الشهداء فلن تفرقوا بين محمد وبولس، بين مصطفى وجرجس فكلاهما مصرى.
إننى كأحد أبناء هذا الوطن المصرى لأطالب النظام الجديد بإعلان يوم 25 يناير كعيد قومى لثورة شباب الأحرار وإطلاق اسم ميدان الحرية على ميدان التحرير وكوبرى شباب الأحرار بدلا ً كوبرى قصر النيل. كما أطالب بإعادة إطلاق اسم رمسيس على محطة مترو مبارك، رمسيس الذى ترك لنا أثاره نجنى منها ما نجنى من دخل قومى. وكذلك أطالب بتخليد أسماء شهداء الثورة وتكريم أسماؤهم ومنحها أرفع الأوسمة فى مصر.
يا كل شعوب العالم، يا كل شعوب العرب من المحيط إلى الخليج لقد أنتجنا أول ثورة حرية فى العصر الحديث ونحن على أتم استعداد للتصدير، فقد تم الإنتاج وليدنا فائض حرية فى كل مكان، ومستعدون لتقديم الاستشارات المطلوبة، يا كل مؤرخى العالم أكتبوا عن ثورتنا، واستخلصوا منها العبر والدروس المستفادة، علموا شعوبكم العزة والكرامة وتنفسوا الحرية.
لقد ناضل آباؤنا لتحرير بلادنا من الاستعمار الأجنبى وعلينا أن نناضل نحن ضد الاستعمار المحلى، ضد عملاء الاستعمار الغربى .. لقد أعلنها الشعب المصرى جلية، "ثورة حتى النصر .. ثورة فى كل شوارع مصر"، أعلنوها للعالم العربى أجمع " ثورة تحرير ثورة من الخليج إلى المحيط".
د. باسم سيد نبوى
المركز القومى للبحوث
المصدر: باسم نبوى [/size]